كيفَ سيُكمل ألمؤمنون ألمتألهون في الوحدة الثلاثية الازلية ويتوحدوا بألله


يتسأل الكثيرون كيف سيُكمل المؤمنون بالوحدة الثلاثية الازلية, وهم يجدون صعوبة في قبول كيف يكون الله بثالوثهِ واحدا بالاصل, فكيف لهم أن يتصوروا كيفَ سيتحد المؤمنون المخلصون بفداء الرب في ذات الوحدة الثلاثية, ويصبحوا واحدا في الله, ليكتمل القول "في البدء كانَ الله موجوداَ ولم يَكُنْ غيرَهُ في الوجود وفي النهاية لن يكونَ إِلا ألله وحدهُ في الوجود ويكونَ الله كما كانَ في الابتداء هو الكل بالكل" فقد قالَ اللهُ "أنا البداية وانا النهاية, أنا الالف والياء". أي سيبقى الله كما كان في ألإبتداء وحدهُ في الوجود وكل شيء آخر صفراَ وعدماَ! فكيفَ سيكتمل كلام الرب في:


يوحنا(17-5): والان مجدني أنتَ يا أبَتِ عندك بألمجدِ الذي كانَ لي عندكَ قبلَ كونِ العالم ... (11) أيُها ألآبُ القدوسُ إحفَظ بإسمِكَ الذينَ أعطيتَهُم لي ليكونوا واحداَ كما نحنُ واحدُ............. (17) قَدسهُم بِحَقِكَ, إن كَلِمَتِكَ هي الحق.......... (20) ولَستُ أسألُ من أجلِ هولاءِ فقط بل أيضاَ من أجلِ الذين يؤمنونَ بي عن كلامِهم (21) ليكونوا هُم أيضاَ فينا حتى يُؤمنَ العالم أنكَ أنتَ أرسلتني (22) وأنا قد أعطيتُ لهم المجدَ الذي أعطيتَهُ لي ليكونوا واحداَ كما نحنُ واحد (23) أنا فيهِم وأنتَ فيَّ لِيَكونوا مُكَملينَ في الوحدةِ حتى يعلَم العالم إنكَ أنتَ أرسلتني وإنَكَ أحبَبتَهُم كما أحبَبتني


إِنتبهوا فالرب يطلب من الآب تقديس المؤمنين, ولما كانت القداسة لله فقط, فهو وحدهُ القدوس, فتقديس المؤمنين سيعني بالضرورة تأله المؤمنون.


والرب يقول في: الرؤيا(7-15): لذلك هم أمام عرش الله يعبدونه نهارا وليلا في هيكله والجالس على العرش يحل فوقهم (16) فلا يجوعون ولا يعطشون ولا تأخذهم الشمس ولا الحر البتة. (17) لان الحمل الذي في وسط العرش يرعاهم ويرشدهم الى ينابيع ماء الحياة ويمسح الله كل دمعة من عيونهم.


فإذن سيقِفْ الشعب المخلص امام عرش الله. والحمل الذي هو الاقنوم الثاني لله سيرشد ويرعى أبنائه إلى ينابيع الحياة الابدية, فهم اولاد الله وشعبه المختار الحقيقي, هو فيهم وهم فيهِ كما قال في:


يوحنا(6-53): فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: " الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ابْنِ الإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ، فَلَيْسَ لَكُمْ حَيَاةٌ فِي ذاتكُمْ (54) مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ،. ...... (56) من ياكل جسدي ويشرب دمي يثبُت فيَ وأنا فيهِ. (57) كما أرسلني الآبُ الحيُ وأنا أحيا بألآبِ فألذي يأكلُني يحيا هو أيضاَ بي. ..... (63) اَلرُّوحُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي. أَمَّا الْجَسَدُ فَلاَ يُفِيدُ شَيْئًا. اَلْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ،


إِنتبهوا فأرواحنا حية لا تموت من الاصل لأنَّها نفخة من الخالق, لكِن ستقوم أجسادنا يوم القيامة لتتحول إلى أَجساد روحانية ممجدة إسوةَ بقيامة الرب يسوع المسيح, وهكذا سنحيا لا فقط بالروح التي نُفِخَتْ فينا بل أيضا بأجسادنا الروحانية الممجدة, فأجسادنا الحالية لا تُفيدُ شيئا, فاللحم والدم لا يستطيعان أن يرثا ملكوت السماء, وهذا ما يقوله المسيح في الاية أعلاه, ففي العالم الاتي ستكون أرواحنا التي نُفِخَتْ فينا في أجساد روحانية نحصل عليها من تغَيُر أجسادنا الحالية القائمة من الموت يوم القيامة. 


فألمؤمنون المعمذون الذين تناولوا جسد الرب يسوع المسيح وشربوا دمه الكريم (القربان المقدس وخمر الرب) يثبتون في الرب يسوع المسيح جسديا هو فيهم وهم فيهِ. وهو من سيُقيمهم في اليوم الاخير, ويمنحهم الحياة الابدية اي يُشاركهم في حياتهِ الابدية, ويقفوا أمام عرش الله السماوي في أُورشليم السماوية, فيصبحوا اولاد الله بالتبني بالفداء الذي آمنوا بهِ, ولذا يرشدهم من خلصهم إلى ينابيع ماء الحياة, الخارجة من عرش الله والحمل, اي إلى دماء الرب الابدية, فيكونوا كأي أبناء قائمين في بيت أبيهم, هم فيهِ وهو واحداَ فيهم. وهكذا ستكون الوحدة بين المؤمنين وخالقهم, فأجسادهم الروحانية الابدية ستتغذى بدماء فاديهم الابدية, أي منْ نهرِماءِ ألحياة الخارج من تحت العرشِ والنابع من جنبِ المسيحِ ألأيمن, الذي فتحتهُ ألحربة على الصليب, فيحيّونَ بحياة الأقنوم الثاني الابدية, فكما قالَ الرب:


يوحنا(6-57): كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ الْحَيُّ، وَأَنَا حَيٌّ بِالآبِ، فَمَنْ يَأْكُلْنِي فَهُوَ يَحْيَا بِي.


فكما يستمد الابن حياته من الآب, كذلك سيستمد المؤمنون حياتهم الابدية من دماء الابن (ينابيع ماء الحياة), وينعموا بروح الله القدوس المنبثق من الاب, فتكتمل الوحدة الثلاثية الازلية والمفديين المخلصين في وحدة واحدة إلى الابد.


فالله الواحد بثالوثِهِ الازلي الابدي, اي ملك الملوك من على عرشِهِ السماوي, يكون ليسَ ملكا فقط بل أبا لكل فرد من أفراد شعبهِ الواقفين امام عرشِهِ, فالله ليسَ ملكا فقط يأمر وينهى, بل سيكون الاب الحنون المرشد والحامي لاولادهِ الذين خلصهم بفداء نفسهِ عوضا عنهم, أبُ كامل المحبة لابنائِهِ, وكأي مملكة يكون فيها الملك الذي يملك على شعبهِ, هكذا أيضاَ يكون ملكوت السماء, الملك ألاعلى الذي هو ألله ذاته ابا كامل المحبة لكُلِّ فردِ من أفرادِ شعبهِ الروحاني السماوي, وألأبناء ألمفديين الواقفين أمام عرش ملكهم وابيهم وفاديهم وربهم, وتكتمل مملكة الرب والخالق, الذي قال"مملكتي ليست من هذا العالم" بل هي مملكة سماوية ليسَ لها إِنقضاء, ويكتمل كلام الملاك الذي بشر العذراء مريم, كما في:


لوقا(1-30): فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ:" لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ. (31) وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. (32) هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، (33) وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ".


ففي النهاية لن يكونَ إِلا ألله وحدهُ في الوجود ويكونَ الله كما كانَ في الابتداء هو الكل بالكل" فقد قالَ اللهُ "أنا البداية وانا النهاية, أنا الالف والياء". أي سيبقى الله كما كان في ألإبتداء وحدهُ في الوجود وكل شيء آخر صفراَ وعدماَ!


اخوكم في الايمان والتبني



نوري كريم داؤد


02 / 03 / 2014




"إرجع إلى ألبداية"